advertisement

موضوع بحث كامل عن الهكسوس ،صفاتهم وسيطرتهم على مصر

advertisement

مقدمة عن الهكسوس في مصر

advertisement

دخل الهكسوس إلى مصر بشكل سلمي في البداية، حيث تسللوا إلى شرق الدلتا واستقروا هناك. ثم تحول الأمر إلى هجوم عنيف أدى إلى نجاح هؤلاء المستوطنين في إقامة الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة. تمكن الهكسوس من تأسيس دولتهم في شرق الدلتا واختاروا أفاريس كعاصمة لهم. أعتبر الإله “ست” أعظم إله في البلاد، وأضفوا عليه طابعًا آسيويًا وسموه “سوتخ”. يعتقد أن ملوك الهكسوس في مصر لم يتجاوز عددهم الستة، وذكرهم ماينتون كأوائل ملوك الهكسوس.

سقطت الأسرة الثانية عشرة في عام ١٧٨٦ قبل الميلاد، وقامت الأسرة الثامنة عشرة في عام ١٥٦٧ قبل الميلاد، مما يعني مرور قرنين تقريبًا بين سقوط الأسرة الأولى وصعود الثانية. كانت هذه الفترة مظلمة في تاريخ مصر، حيث كانت تتنازع الأمراء الإقليميون ويدعون أنفسهم ملوكًا.

في هذا الصراع، تقدمت قبائل تعرف باسم “الهكسوس” من الحدود الشرقية لمصر، حيث تمكنوا من السيطرة على شرق الدلتا أولاً، ثم توسع نفوذهم إلى باقي مناطق الدلتا. زحف الهكسوس استمر وشمل وسط مصر، ومصر تعاني لأول مرة في تاريخها من الاحتلال.تمكن أمراء طيبة في نهاية المطاف من طرد المستوطنين وتحرير مصر، وأسسوا الأسرة الثامنة عشرة.

advertisement

اصل الهكسوس

الهكسوس هم قوم أجنبيون غزوا مصر في العصور الوسطى الثانية (حوالي 1650-1550 قبل الميلاد). يُعتقد أنهم كانوا من أصل هندو-آري وحوري، ولكن معظمهم من الساميين. استخدموا العجلات الحربية وكانوا قوة غزو سريعة.و يشير بعض العلماء إلى أن الأغلبية العظمى من أسماء الهكسوس كانت سامية. ورغم الجدل العلمي، يُعتقد أن الهكسوس كانوا مجموعة متنوعة تضم الحوريين والحيثيين والماتيين والعبيرويين. تُربط هجرتهم بالهجرة الهندو-أوروبية في ذلك الوقت، وقد استندت بعض النظريات إلى دخولهم الخيل والعجلات الحربية إلى مصر.

نفوذ الهكسوس وسيطرتهم على مصر

الهكسوس (Hyksos) هم الغزاة الآسيويين الذين حكموا مصر من نهاية القرن الثامن عشر حتى بداية القرن السادس عشر قبل الميلاد. يُعتبرون مجموعة من الأمراء الأجانب الذين سيطروا على البلاد. يرجع أصل اسمهم إلى اللغة المصرية القديمة ويعني “أمراء الأراضي الأجنبية”. يشير التقرير إلى أن هذا الغزو بدأ بتسلل البدو إلى شرق الدلتا عندما تضعفت الدولة وعجزت عن الدفاع عن حدودها.زادت الهجرات من غرب آسيا وزادت الضغوط من الخارج، واستولى الهكسوس على الحدود الشرقية للدلتا وأسسوا عاصمتهم في مدينة أفاريس. بالتدريج، امتد نفوذهم على الدلتا وأخيرًا سيطروا على المملكة بأكملها. ويبدو أن مصر السفلى والوسطى قد تهاونتا معهم. وفي النهاية، جاء الرد القومي من حكام طيبة في الأسرة السابعة عشرة الذين طردوا الهكسوس وحاربوا بمهارة في الجنوب، بمساعدة حلفائهم النوبيين، في عهد الأسرة الثامنة عشرة.التقاليد المصرية تصف الهكسوس كقساة قويين يحرقون المدن ويهدمون المعابد، ويعبدون إلههم الوحيد “سيبت”. يشكك بعض المؤرخين في هذه الصورة ويبحثون عن الأدلة العالمية. يعتبر الهكسوس هؤلاء الغزاة الآسيويين وحوشًا قاسية في القسوة.

advertisement

على الرغم من أن أيام الأسرة الثانية عشرة شهدت ضعفًا داخليًا وتدهورًا، إلا أن نفوذها في الخارج لم يتأثر بشكل كبير، ولم يواجه بعض ملوك الأسرة الثالثة عشرة صعوبة في الحفاظ على ولاء الأمراء في بعض الولايات، خاصة في بيبلوس وأوجاريت. لكن مصر واجهت صعوبات خارجية أخرى وتعثرت مجددًا. حيث قامت قبائل الوافدين وسورية والبلاد المجاورة بالاعتداء والتوغل في المدن، وخلقت هجرات شاملة في بلاد الشرق الأدنى. كان من المحال أن تنجو مصر من تأثيرات هذه الهجرات والغزوات في بلاد الشرق الأدنى.

ابرز احداث فترة حكم الهكسوس

يذكر أن أحداث هذه الفترة كانت غامضة ومتشابكة بشكل كبير، ولم تكن واضحة المعالم بشكل قاطع. هذا ينطبق على فترة حكم الأسرات المختلفة وتوسع نفوذ كل أسرة.

advertisement

من بين أبرز أحداث هذه الفترة، استمرار حكومة مصر المركزية على الرغم من سقوط الأسرة الثانية عشرة وتولي ملوك ضعفاء للعرش وتشكيل الأسرة الثالثة عشرة، ومن المحتمل أن تكون هذه الأسرة حكمت حوالي عام ١٧٨٦ قبل الميلاد، ومن الممكن أنها حكمت من مكان بعيد. يُعتقد أن حكم هذه الأسرة امتد إلى بعض مناطق وسط مصر، وتم العثور على آثار لملوكها في طيبة. قد يكون بداية استقرار الهكسوس في شرق الدلتا وقعت في أواخر حكم تلك الأسرة.

advertisement

على الرغم من الاضطراب في المعلومات المتاحة عن الأسرة الثالثة عشرة، استمر لها تأثير في النواة لبعض الوقت. توجد أدلة على ولاء أحد حكام بيبلوس في فينيقيا لأحد ملوك هذه الأسرة.

من المحتمل أن تكون الأسرة الرابعة عشرة تعاصرت الأسرة الثالثة عشرة، حيث حكمت من منطقة غرب وسط الدلتا، وبقي نفوذ تلك الأسرة محدودًا في منطقتها. وذكر مانيتون أنها ضمت ٧٦ ملكًا، ويبدو أن هذه الأسرة استمرت لفترة بعد سقوط الأسرة الثالثة عشرة، وربما ساهم في ذلك مكانها البعيد في غرب الدلتا بعيدًا عن نشاط الهكسوس الغازي، وقد تكون سقطت حوالي عام ١٥٩٤ قبل الميلاد.

وصف المصريين للهكسوس

تُذكر أن المصريين أشبعوا كتبهم بالتجريح والاتهامات المُشينة تجاه الهكسوس، حيث ألصقوا بهم كل العيوب والتقصير التي ألحقت بمصر أثناء حكمهم وتواجدهم فيها. حتى قوائم الملوك الموجودة في الكرنك وغيرها أغفلت فترة حكمهم ورفضت أن تعترف بمجرد وجودهم.

علاوة على ذلك، فقد أهان الهكسوس الشعب المصري ولم يحترموا آلهته. ومع ذلك، يجب أن نتعامل مع هذه الاتهامات بحذر، حيث تشير الأدلة – وإن كانت غير مباشرة – إلى عدم دقة هذه الاتهامات.

وقد تبنى الهكسوس أساليب الحضارة المصرية وتبعوها في نظم الحكم وحتى في اختيارهم أسماء مصرية. وظلت الثقافة المصرية تتطور كالمعتاد تحت حكمهم.

advertisement

يجب أن نلاحظ أن حكم الهكسوس لم يشمل كل أراضي مصر، بل تركز أساسًا في شرق الدلتا وتمتد نفوذهم حتى وسط مصر. أما مناطق الصعيد الأعلى، فاحتفظت البيوت الأميرية فيها باستقلاليتها وربما أقرت بالولاء الظاهري وزادت الضرائب لملوك أفاريس (الهكسوس)، ويشير ذلك إلى وجود جعارين يحملان أسماء الهكسوس في أماكن مختلفة، بما في ذلك كرمة جنوبًا. وعثر أيضًا على آثار ملوك الهكسوس في كريت وغرب آسيا، مما يشير إلى اتصالاتهم وعلاقاتهم مع الشعوب المجاورة لمصر. وتم العثور أيضًا على تمثال أسد من الجرانيت يحمل اسم خيانة، ثالث ملوك الهكسوس، في ميزوبوتاميا.

الحركة التي أدت إلى طرد الهكسوس

تُذكر أن الحركة التي أدت إلى طرد الهكسوس من مصر بدأت من طيبة، حيث تولى حكامها الألقاب الملكية بعد سقوط الأسرة الثالثة عشرة حوالي عام 1650 قبل الميلاد، وسعوا للحفاظ على التقاليد الحضارية للدولة الوسطى.تنقسم هؤلاء الحكام إلى مجموعتين: المجموعة الأولى هم حكام في وقت مبكر، سعوا لتوسيع نفوذهم في مناطق في مصر العليا، ولكنهم لا يزالون يعترفون بسلطة الهكسوس ولا يسعون لمعارضة سياستهم في البلاد.

أما المجموعة الثانية، فهم من ملوك الأسرة السابعة عشرة، وأكدوا حقهم في حكم مصر بأكملها وسعوا لنشر نفوذهم في مناطق مختلفة. وانتهت هذه السياسة بنشوب صراع مسلح ضد حكام الهكسوس.يُذكر أن الملك أبو فيس، ملك الهكسوس، أصبح مضايقًا بتزايد نفوذ وسلطة ملوك طيبة، وقرر التصدي لهذا النفوذ. افتعل الأسباب لبدء القتال، وتم إلقاء الملك “سقنرع” قتيلاً في المعركة، حيث بدا جسده متقلصًا مع ظهور كسور قاتلة في رأسه وعنقه.

يجب أن نذكر أن الملك “كامس” نجح في دفع الهكسوس حتى أبواب مدينتهم (أفاريس). وقد تم الهزيمة النهائية للهكسوس وطردهم خارج البلاد حوالي عام 1567 قبل الميلاد، خلال حكم خليفة “كامس”، الملك أحمس، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة.

advertisement