advertisement

موضوع بحث عن الصناعة والمرأة

advertisement

المرأة هي نصف المجتمع وشريك أساسي في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تلعب المرأة دورًا مهمًا في القطاع الصناعي الذي يعد أحد أهم محركات النمو والتنافسية في الشرق الأوسط. تشارك المرأة في إنتاج وتصدير وإدارة وابتكار منتجات صناعية مختلفة تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاندماج في الأسواق العالمية. ومع ذلك، تواجه المرأة عدة تحديات في مجال الصناعة تحد من قدراتها وفرصها وطموحاتها. في هذا المقال، سنتناول موضوع الصناعة والمرأة من زوايا مختلفة، وسنبحث في الدور الذي تلعبه المرأة في الصناعة والأثر الذي تحققه على التنمية المستدامة. كما سنستعرض التحديات والفرص التي تواجه المرأة في الوصول إلى الوظائف المهنية والتقنية في القطاع الصناعي، والإجراءات والسياسات اللازمة لتعزيز تمكين المرأة وحمايتها في مجال الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، سنستكشف الابتكارات والحلول التكنولوجية والرقمية التي تدعم المرأة في الصناعة وتزيد من قدراتها ومرونتها. وأخيرًا، سنقدم بعض الأمثلة والنماذج الناجحة للمشروعات والمبادرات الصناعية التي تقودها أو تشارك فيها المرأة في الشرق الأوسط.

advertisement

الدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في الصناعة وأثره على التنمية المستدامة

المرأة في الصناعة ليست مجرد عاملة أو مستهلكة، بل هي شريكة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة والسعي من أجل بيئة نظيفة خالية من الكربون. تساهم المرأة في إنتاج وتصدير وإدارة وابتكار منتجات صناعية مختلفة تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاندماج في الأسواق العالمية. كما تلعب المرأة دورًا مهمًا في نشر قيم التسامح والتعاون والتضامن في المجتمع. وبذلك، تؤثر المرأة في الصناعة على الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. فهي تساهم في رفع مستوى الدخل والإنتاجية والابتكار والتنافسية، وتحسن من جودة الحياة والصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين، وتحافظ على الموارد الطبيعية وتخفض من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

التحديات والفرص التي تواجه المرأة في الوصول إلى الوظائف المهنية والتقنية في القطاع الصناعي

advertisement

المرأة في القطاع الصناعي تواجه عدة تحديات تحد من قدراتها وفرصها وطموحاتها في هذا المجال. من بين هذه التحديات:

  • نقص البيانات والمعلومات المهنية لدى النساء عن العمل المهني والتخصصات المطلوبة في الصناعة.
  • وجود مشكلة البطالة ونقص في فرص العمل المهني وخاصة بالنسبة للنساء؛ بسبب النقص في الخدمات المهنية والوظائف المهنية بشكل عام.
  • انحصار الوظائف المهنية في مجالات مهنية معينة تتطلب مؤهلات أو خبرات أو شروط لا تتوافر في كثير من النساء.
  • قلة الفرص للتدريب المهني وقلة وجود البرامج المهنية التدريبية الخاصة بالنساء لتطوير مهاراتهن ومعارفهن وقدراتهن.
  • عدم مواكبة التطورات التكنولوجية والرقمية في معظم المهن والوظائف المهنية الخاصة بالنساء؛ مما يقلل من فرص تأهيلهن وتوظيفهن في سوق العمل.
  • عدم إتاحة الفرص المهنية الحقيقية أمام النساء للتخطيط المهني من أجل المستقبل المهني الناجح؛ بسبب ضعف الإرشاد المهني أو عدم توافره.
  • جميع هذه التحديات تؤثر سلبًا على ثقة النساء بأنفسهن وبإمكانياتهن وتحفزهن على التخلي عن طموحاتهن أو تغيير اختياراتهن المهنية.

ولكن رغم هذه التحديات، فإن هناك أيضًا فرصًا كثيرة تتاح للمرأة في القطاع الصناعي لتحقيق إسهامات مؤثرة وإبداعية. من بين هذه الفرص:

  • تزايد الطلب على الوظائف المهنية والتقنية في القطاع الصناعي نتيجة للثورة الصناعية الرابعة والابتكارات التكنولوجية والرقمية؛ مما يفتح أبوابًا جديدة للمرأة للاستفادة من هذه التغيرات.
  • توفير قروض ودعم مالي للمرأة لإقامة مشروعات أو مبادرات صغيرة أو متوسطة في مجالات صناعية مختلفة؛ مما يزيد من قدرتها على توليد دخل وخلق فرص عمل لغيرها.
  • تزويد المرأة بالتعليم والتدريب المستمر في المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات؛ مما يزيد من كفاءتها ومؤهلاتها لشغل الوظائف المستقبلية.
  • تحسين حماية حقوق المرأة في سوق العمل من خلال إصلاح التشريعات والسياسات التي تضمن لها المساواة بين الجنسين والحد من التمييز أو التحرش أو التضطهاد.
  • تشجيع دور المرأة كقائدة أو رائدة أو نموذج في مجالات صناعية ناجحة؛ مما يزيد من قدرتها على التأثير في صانعي القرار وزميلاتها.

advertisement

advertisement

الإجراءات والسياسات اللازمة لتعزيز تمكين المرأة وحمايتها في مجال الصناعة

المرأة تلعب دورًا مهمًا في تحقيق التنمية المستدامة والابتكار في القطاع الصناعي. لذلك، تحتاج إلى إجراءات وسياسات فعالة تضمن لها حقوقها وحمايتها وتمكينها في مختلف المجالات الصناعية. من بين هذه الإجراءات والسياسات:

  • تطبيق استراتيجية تمكين المرأة 2030 التي أطلقتها الدولة المصرية بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي ترتكز على أربعة محاور هي التمكين السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، والتمكين الاقتصادي، والحماية، والتمكين الاجتماعي.
  • توفير التعليم والتدريب المهني والتقني للمرأة في مجالات صناعية مختلفة، وخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وزيادة نسبة المشاركة الأنثوية في هذه المجالات.
  • توفير قروض ودعم مالي للمرأة لإقامة مشروعات أو مبادرات صغيرة أو متوسطة في مجالات صناعية مختلفة، وزيادة نسبة الملكية الأنثوية للشركات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الصناعي.
  • تحسين حماية حقوق المرأة في سوق العمل من خلال إصلاح التشريعات والسياسات التي تضمن لها المساواة بين الجنسين، والحد من التمييز أو التحرش أو التضطهاد، وضمان حصولها على أجور عادلة، وظروف عمل آمنة، وإجازات أمومة، وخدمات رعاية أطفال.
  • تشجيع دور المرأة كقائدة أو رائدة أو نموذج في مجالات صناعية ناجحة، وزيادة نسبة تولى المرأة للمناصب القيادية في المؤسسات الصناعية، سواء على المستوى التنفيذي أو التشغيلي أو التخطيطي.
  • ربط المرأة بالأسواق المحلية والإقليمية والدولية من خلال دعم قدراتها التصديرية، وزيادة اندماجها في سلاسل القيمة الصناعية، وإتاحة فرص للترويج لمنتجاتها من خلال المعارض والبعثات التجارية.

امثلة ونماذج ناجحة لتعزيز دور المرأة العربية في قطاع الصناعة

advertisement

بعض الأمثلة والنماذج الناجحة للمشروعات والمبادرات الصناعية التي تقودها أو تشارك فيها المرأة في الشرق الأوسط:

  • مبادرة الست المصرية : هي مبادرة مجتمعية تهدف إلى تمكين المرأة في المناطق الحضرية والريفية من خلال تدريبها على مهارات ريادة الأعمال وتوفير فرص لإقامة مشروعات صغيرة في مجالات صناعية مختلفة، مثل الحرف اليدوية والصناعات الغذائية والملابس والمنسوجات. وتساهم هذه المبادرة في رفع دخل المرأة وزيادة استقلاليتها وثقتها بنفسها، وتحسين مستوى المعيشة لها ولأسرها.
  • She Trades : هي مبادرة دولية تساندها مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي، وتهدف إلى تعزيز قدرات المرأة في التجارة الدولية، وزيادة اندماجها في سلاسل القيمة الصناعية، وإتاحة فرص للترويج لمنتجاتها من خلال المعارض والبعثات التجارية. وتستهدف هذه المبادرة الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للسيدات في قطاع الحرف اليدوية في عدة بلدان من بينها مصر وتونس والأردن.
  • فاطمة بنت سلطان : هي سيدة أعمال تونسية أطلقت علامتها التجارية للملابس الرياضية في 2019، وتستخدم مواد صديقة للبيئة تُقلِّل نفايات المنسوجات. وحصلت على تمويل من صندوق لرأس مال المُخاطر، وزادت إيراداتها ثلاثة أضعاف في العام الماضي. وتُعَد نموذجًا للابتكار والإبداع في قطاع صناعي يشهد منافسة شديدة.

خاتمة عن دور المرأة في الصناعة

إن تمكين المرأة وحمايتها في مجال الصناعة هو أحد الأهداف الهامة لتحقيق التنمية المستدامة والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولكن لتحقيق هذا الهدف، تحتاج المرأة إلى إجراءات وسياسات فعالة تضمن لها حقوقها وفرصها في مختلف المجالات الصناعية، وتساند قدراتها وطموحاتها كرائدات أعمال أو قائدات أو نماذج. وهناك العديد من الأمثلة والنماذج الناجحة للمشروعات والمبادرات الصناعية التي تقودها أو تشارك فيها المرأة في المنطقة، والتي تُظهر إمكانات المرأة وإبداعها في هذا المجال. ولذلك، يجب على جميع الجهات المعنية، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي، دعم وتشجيع هذه المشروعات والمبادرات، وتذليل العقبات التي تواجه المرأة في مجال الصناعة، وتحسين بيئة الأعمال والتجارة لتكون أكثر شمولية وتنافسية. فبذلك، يمكن للمرأة أن تسهم بشكل فعال في رفع مستوى التنمية والرخاء في منطقتها.

advertisement