advertisement

موضوع بحث عن ابن بطوطة،ابرز رحلاته

advertisement

مقدمة عن ابن بطوطة

advertisement

ابن بطوطة هو رحالة ومؤرخ وقاض مغربي عربي، ولد في طنجة عام 1304م وتوفي في مراكش عام 1377م. اشتهر بكتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، الذي يروي فيه تجاربه ومغامراته في رحلاته الطويلة التي استغرقت نحو 30 عاماً. زار ابن بطوطة أكثر من 40 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقطع أكثر من 120 ألف كيلومتر3. كان لديه شغف بالتعرف على الثقافات والحضارات المختلفة، والتواصل مع الملوك والأمراء والعلماء. كان يتحدث العربية والفارسية والتركية، وينظم الشعر. يعد ابن بطوطة من أهم شهود التاريخ الإسلامي في القرون الوسطى، وأحد أبرز المستكشفين في التراث العالمي.

نشأته

ولد ابن بطوطة في مدينة طنجة بالمغرب في 24 فبراير 1304م، وهو من أصل أمازيغي من قبيلة لواتة. نسبت عائلته إلى سيدة تُدعى فاطمة أو بطة، فأصبح لقبه ابن بطوطة. ترعرع في بيئة متدينة ومثقفة، حيث كان أسلافه من القضاة والفقهاء المالكيين. تلقى تعليمه الأولي في طنجة، حيث تعلم القرآن والشريعة والأدب والشعر. كان يتحدث العربية والفارسية والتركية. عزم على الحج إلى مكة المكرمة عام 1325م، فخرج من طنجة في رحلته الأولى التي استمرت حتى 1327م. هذه الرحلة كانت بداية مغامراته العديدة التي جعلته أحد أشهر الرحالين في التاريخ.

advertisement

ابرز رحلاته

ابن بطوطة هو أشهر رحالة مسلم في التاريخ، فقد قطع في رحلاته أكثر من 120 ألف كيلومتر، وزار نحو 44 دولة في ثلاث قارات، وأمضى في سفره 29 عاماً. من أبرز رحلاته:

  • الرحلة الأولى (1325-1327م): خرج من طنجة متجهاً إلى الحجاز، ومر بشمال أفريقيا ومصر والسودان والشام والعراق وبلاد فارس. أدى الحج في مكة، ثم زار المدينة المنورة والقدس ودمشق وبغداد وإصفهان.
  • الرحلة الثانية (1328-1333م): خرج من مكة متجهاً إلى الشرق الأدنى وآسيا الوسطى، ومر باليمن وعُمان والبحرين والإمارات وإيران وأذربيجان وتركستان. زار سمرقند وبخارى وبلخ.
  • الرحلة الثالثة (1334-1341م): خرج من مكة متجهاً إلى جنوب آسيا والصين، ومر باليمن وعدن والصومال وسواحل شرق إفريقيا. زار الهند وسيريلانكا وجزر المالديف. دخل الصين من خلال مضيق ملاكا، ثم عاد إلى الهند.
  • الرحلة الرابعة (1349-1354م): خرج من مكة متجهاً إلى المغرب الأقصى، ثم إلى الأندلس. عاد إلى المغرب، ثم اتجه إلى شبه الجزيرة العربية. سافر إلى أفريقيا جنوب الصحراء، وزار مالي وتمبكتو.

تفاصيل رحلته إلى الحجاز وزيارته لمصر والسودان وسوريا والعراق وفارس

advertisement

  • انطلق ابن بطوطة من مسقط رأسه بمدينة طنجة المغربية في 13 يونيو عام 1325م، متجهاً إلى بلاد الحجاز لأداء فريضة الحج، وكان يسير وحيداً على جمله، معتمداً على هبات الملوك والأمراء التي كان يحصل عليها بمدحهم ونظمه الشعر.
  • مر بشمال أفريقيا، وزار تونس والجزائر وليبيا، ثم وصل إلى مصر، حيث قضى نحو ستة أشهر في القاهرة، وزار أهرامات الجيزة والأزهر والقلعة.
  • سافر من مصر إلى السودان، حيث زار مدينة سنار التي كانت عاصمة لمملكة المكورية المسيحية، وأعجب بكرم أهلها وطول قاماتهم.
  • عاد من السودان إلى مصر، ثم انضم إلى قافلة من الحجاج كانت تسير من القاهرة إلى دمشق تحت حماية السلطان المملوكي.
  • زار فلسطين والشام، وأدى صلاة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس، وزار المدينة المنورة والقبر الشريف في بيت لحم.
  • وصل إلى دمشق، حيث انتظر قافلة الحجاج التي تخرج منها سنوياً إلى مكة.
  • انطلق من دمشق إلى المدينة المنورة، مروراً ببصرى والكرك وتبوك، ثم دخل الصحراء من عقبة الصوان.
  • زار المدينة المنورة، حيث زار قبر النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد النبوي، ثم اتجه إلى مكة لأداء مناسك الحج.
  • أدى الحج في مكة، ثم زار جبل عرفات والمزدلفة ومنى، ثم عاد إلى مكة لإتمام شعائر الحج.

تفاصيل رحلته إلى الشرق الأدنى وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والصين

  • بعد أن أدى ابن بطوطة فريضة الحج في مكة، قرر أن يزور بعض البلاد الأخرى في آسيا، فانطلق من مكة إلى الشام، وزار دمشق وحلب والقدس وغزة والخليل.
  • من الشام، سافر إلى آسيا الصغرى، وزار مدينة سينوب على ساحل البحر الأسود، وأعجب بجمالها وغناها.
  • من آسيا الصغرى، انتقل إلى جزيرة القرم، حيث زار مدينة قرطبة التي كانت عاصمة لدولة التتار المسلمين.
  • من جزيرة القرم، سافر إلى جنوب روسيا، وزار مدينة أسترخان التي تقع على نهر الفولغا، وأشاد بكثرة المسلمين فيها.
  • من روسيا، اتجه إلى أرض البلغار، حيث زار مدينة بولغار التي كانت عاصمة لإمارة بلغار الفولغا المسلمة.
  • من أرض البلغار، عاد إلى فارس، وزار مدينة تبريز التي كانت عاصمة لإيلخانات المغول.
  • من فارس، سافر إلى أرض الهند، حيث زار مدينة دهلي التي كانت عاصمة لسلطانية المماليك.
  • من دهلي، اتجه إلى الصين، حيث زار مدينة خان بالق التي كانت عاصمة لإمبراطورية المغول.

تفاصيل رحلته إلى شبه الجزيرة العربية والصومال واليمن وعمان والبحرين

advertisement

advertisement

  • بعد أن أملى ابن بطوطة أخبار رحلته على ابن جزي في فاس، قرر أن يزور بلاد الأندلس، فانطلق من فاس إلى سبتة، ومنها إلى جبل طارق، ومنها إلى مالقة، ومنها إلى غرناطة، وزار فيها قصر الحمراء والجامع الكبير.
  • من غرناطة، سافر إلى المغرب الأقصى، وزار مدينة مراكش، ومنها إلى سجلماسة، ومنها إلى تغجة، ومنها إلى توات، ومنها إلى تغزة.
  • من تغزة، اتجه إلى شبه الجزيرة العربية، وزار مدينة صنعاء في اليمن، وأشاد بجمالها وخصوبتها.
  • من صنعاء، سافر إلى عدن، ومنها إلى زيلع في الصومال، وأعجب بكثرة المسلمين فيها.
  • من زيلع، عاد إلى عدن، ومنها إلى مكة لأداء فريضة الحج للمرة الثالثة.
  • من مكة، سافر إلى المدينة المنورة لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • من المدينة المنورة، اتجه إلى جزيرة العرب، وزار مدينة نجد في نجد، وأشاد بكثرة المساجد فيها.
  • من نجد، سافر إلى حضرموت في اليمن، وزار مدينة شبام التي كانت مشهورة بالعطو.
  • من حضرموت، اتجه إلى عُمان، وزار مدينة صور التي كانت ميناء تجاري هام.
  • من عُمان، سافر إلى الخليج العربي، وزار مدينة القطيف في البحرين، وأشاد بكثرة اللؤلؤ فيها.

تفاصيل رحلته إلى أندلس والمغرب والصحراء ومالي وتمبكتو

  • بعد أن أنهى ابن بطوطة تدوين رحلته في فاس، قرر أن يزور بلاد الأندلس، التي كانت تحت حكم المسلمين في ذلك الوقت.
  • فانطلق من فاس إلى سبتة، ومنها إلى جبل طارق، ومنها إلى مالقة، ومنها إلى غرناطة، وزار فيها قصر الحمراء والجامع الكبير.
  • من غرناطة، سافر إلى قرطبة، وزار فيها المسجد الأموي والجامعة الإسلامية.
  • من قرطبة، سافر إلى إشبيلية، وزار فيها قصر الزهراء والجامع الأكبر.
  • من إشبيلية، سافر إلى مدينة نيسبور في بلاد المغرب، وزار فيها مقام الإمام مالك.
  • من نيسبور، سافر إلى مدينة تلمسان في الجزائر، وزار فيها مقام الإمام سيدي أبو مديان.
  • من تلمسان، سافر إلى مدينة بجاية في شرق الجزائر، وزار فيها مقام الإمام عبد القادر الجيلاني.
  • من بجاية، سافر إلى مدينة تونس في تونس، وزار فيها مقام الإمام ابن خلدون.
  • من تونس، سافر إلى مدينة قابس في جنوب تونس، وزار فيها مقام الإمام ابن عطاء الله.
  • من قابس، سافر إلى مدينة طرابلس في ليبيا، وزار فيها مقام الإمام ابن بطوطة نفسه.
  • من طرابلس، سافر إلى مدينة مصراتة في ليبيا، وزار فيها مقام الإمام ابو عبد الله المحضار.
  • من مصراتة، سافر إلى مدينة بارقة في شرق ليبيا، وزار فيها مقام الإمام ابو حفص عمرو بن العاص.
  • من بارقة، سافر إلى مدينة أجدابيا في شرق ليبيا، وزار فيها مقام الإمام ابو عثمان المغيري.
  • من أجدابيا، سافر إلى مدينة درج في جنوب شرق ليبيا، وزار فيها مقام الإمام ابو يعقوب يوسف بن عثمان.
  • من درج، سافر إلى مدينة بلد السودان في وسط أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو عبد الله محمد بن تومرت.
  • من بلد السودان، سافر إلى مدينة تغرت في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو حامد الغزالي.
  • من تغرت، سافر إلى مدينة ولاتة في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو مديان.
  • من ولاتة، سافر إلى مدينة تادمكة في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو بكر بن عمرو.
  • من تادمكة، سافر إلى مدينة توات في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو علي الحسن بن يوسف.
  • من توات، سافر إلى مدينة غانا في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو عبد الله بن ياسين.
  • من غانا، سافر إلى مدينة مالي في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام ابو عمرو عثمان بن فودي.
  • من مالي، سافر إلى مدينة تمبكتو في جنوب غرب أفريقيا، وزار فيها مقام الإمام احمد بابا التمبكتي.

هذه هي نهاية رحلته الرابعة التي استغرقت حوالي خمس سنوات.

advertisement

ابن بطوطة قدم اسهامات كبيرة في نشر المعرفة والتسامح والتعاون بين الشعوب المختلفة. كان شاهداً على الحضارات والديانات والعادات والفنون التي رأها في رحلاته، ونقلها بأسلوب قصصي جذاب وموضوعي. كما أظهر احتراماً للتنوع والتعددية، وانفتح على التجارب والمغامرات، وتعلم من الأخطاء والصعاب. كان أيضاً سفيراً للإسلام والسلام، ونشر رسالة الدين الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة، وأقام علاقات طيبة مع الملوك والحكام والعلماء والفقهاء.

ابن بطوطة حظي بتقدير عالمي من قبل المؤرخين والجغرافيين والمستشرقين، الذين ترجموا كتابه إلى لغات مختلفة، ودرسوا رحلاته ونقدوها، وأشادوا بثقافته الواسعة وذكائه الفذ. كما تم تكريم ابن بطوطة بإطلاق اسمه على مؤسسات تعليمية وثقافية وسياحية في عدة دول، مثل جائزة ابن بطوطة للرواية السفرية في المغرب، وجامعة ابن بطوطة في طنجة، وجائزة ابن بطوطة للاستكشاف في دبي، وبرج ابن بطوطة في مدينة شانغهاي في الصين.

وفاته ودفنه

ابن بطوطة توفي في المغرب بعد عودته من رحلاته الطويلة في أنحاء العالم. لا يوجد تاريخ مؤكد لوفاته، ولكن يُقال إنه توفي في عام 1368 أو 1369 أو 1377 ميلادي. السبب الدقيق لوفاته غير معروف، ولكن بعض المصادر ترجح أنه كان إما الملاريا أو الزحار. دُفن ابن بطوطة في مدينة فاس، حيث قضى آخر سنوات حياته. يوجد ضريحه في المدينة القديمة، ويزار من قبل السياح والمعجبين برحلاته.

اشهر اقوال ابن بطوطة

ابن بطوطة قال العديد من الأقوال والحكم التي تعبر عن تجاربه ومشاعره في رحلاته. من أشهر هذه الأقوال ما يلي:

  • السفر – يعطيك منزلًا في آلاف الأماكن الغريبة، ثم يتركك غريبًا في أرضك.
  • نحن نسافر، ويستمر سفر بعضنا للأبد، للبحث عن أماكن أخرى وحياة أخرى وأرواح أخرى.
  • إن السفر يُزيل الجهل، ويُزيل الغرور، ويُزيل الحقد، ويُزيل الحسد، ويُزيل الشح.
  • إن السفر يُعلّم المرء أشياء لا يستطيع أن يتعلّمها إلا به.
  • إن السفر يُجدّد الروح، ويُنير العقل، ويُوسّع المدارك.

advertisement