advertisement

مناجم جنوب أفريقيا: موطن الماس

advertisement

جنوب افريقيا موطن الماس

advertisement

جنوب أفريقيا لا تزال تحافظ على مكانتها كدولة رائدة في صناعة الماس. فهي تحتل المركز الخامس في إجمالى ما يُستَخْرَجُ من ماس خلال العام، وتسبقها في كمية الإنتاج كل من: أستراليا، الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا)، روسيا، وبوتسوانا. كما أنها تتبوأ المركز الثالث بالنظر إلى (قيمة) و (جودة) ما يُنْتَجُ منها، وتسبقها في ذلك كل من: بوتسوانا وروسيا. وخبراء الماس يطلقون عليها موطن الألماس.

من العوامل التي تساهم في قوة جنوب أفريقيا في مجال الماس هي وجود شركات عالمية متخصصة في التعدين والتسويق والمعالجة، مثل شركة دي بيرز De Beers ، التي تأسست في عام 1888 م على يد سيسيل رودس Cecil Rhodes ، وشركة أنجلو أميركان Anglo American ، التي تأسست في عام 1917 م على يد إرنست أوبنهايمر Ernest Oppenheimer. هذه الشركات تمتلك حصصًا كبيرة في معظم مناجم الماس في جنوب أفريقيا، وتسيطر على نحو 65% من سوق الماس العالمية.كما أن جنوب أفريقيا تتمتع بخبرة واسعة في مجال تقطيع وصقل الماس، حيث تضم نحو 1,500 شركة صغيرة ومتوسطة تعمل في هذا القطاع، وتوفر فرص عمل لنحو 25,000 شخص. وتُصَدِّر جنوب أفريقيا ماسًا مقطوعًا ومصقولًا إلى دول عديدة، مثل الولايات المتحدة، هونغ كونغ، سويسرا، وإسرائيل.ولذلك، فإن جنوب أفريقيا تستحق لقب “دولة الماس”، فهي لا تزال تُظْهِر قدراتها الكبيرة في استخراج وإنتاج وتجارة هذه الأحجار الكريمة الثمينة.

اكتشاف الماس في جنوب أفريقيا

advertisement

عُرِفَ الماس منذ قديم الزمان على أنه معدن السلاطين والأمراء والنبلاء، بسبب أسعاره الباهظة ومحدودية المنتج منه. إلا أن هذه القاعدة كادت أن تُكْسَر بحلول عام 1730 م حيث بدأت الماسات البرازيلية تغزو الأسواق الأوروبية بكثافة شديدة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض في أسعار الماسات، فضلًا عن اقبال الطبقات المتوسطة وحتى الدنيا على شراء هذه الأحجار الكريمة.

وفي عام 1860 م حدث انخفاض شديد في إنتاج الماس البرازيلي مما تسبب في ارتفاع في أسعاره مرة أخرى. ومن عجب أن هذا الوضع لم يستمر طويلًا، حيث تم اكتشاف الماس بعد هذا التاريخ بفترة وجيزة في جنوب أفريقيا، التي يعتقد أن الماس قد اكتشف فيها في الفترة من ديسمبر 1866 إلى فبراير 1867 م على الضفة الغربية لنهر أورانج، الذي يقع حوالى 50 كيلومترًا جنوب غرب “هوب تاون”، و 700 كيلومترًا جنوب شرق “كيب تاون”. ويرجع الفضل في اكتشاف الماس في جنوب أفريقيا إلى صبي فقير، دون الخامسة عشرة من عمره، يدعى “إراسموس جاكوبس” Erasmus Jacobs وهو ابن الفلاح دانييل جاكوبس Daniel Jacobs. فبينما كان إراسموس يلهو ويمرح في إحدى المزارع الواقعة على شاطئ نهر أورانج، إذ به يعثر على ماسة بلغ وزنها 83,5 قيراطًا. وبمجرد أن شاهد الطبيب “أثيرستون” Atherstone الماسة في يد إراسموس تحايل على الصبي بكل الحيل وأخذ منه الماسة بدراهم معدودة!

منجم “كمبرلي” Kimberley

لقد كانت ماسة الصبي هذه سببًا في تكثيف عمليات البحث والتنقيب بالمنطقة التي عُرِفَت لاحقًا باسم منجم “كِمْبرْلِي” Kimberley الشهير، تلك المناجم التي صار لها اسمًا مدويًا في دنيا الماس. ويلاحظ أن الماس قد اكتشف في جنوب أفريقيا في الرواسب الوديانية، وهو نفس الشأن بالنسبة للاكتشافات الأولية في كل من الهند وسلطنة بروناي والبرازيل، حيث تم استخراج الماسات في رواسب رملية بالقرب من شواطئ الأنهار والمجاري المائية.

advertisement

زيادة إنتاجية الماس في جنوب أفريقيا

الشيء المثير للدهشة في مسألة اكتشاف الماس بجنوب أفريقيا أن عمليات الخفر والتنقيب التي تمت إبان عامي 1877 و 1878 م على ضفاف نهري الأورانج وفال فال Vaal وعلى المجاري المائية المرتبطة بهما لم تسفر سوى عن استخراج200 قيراط من الماس. ولقد بدأ تزايد الإنتاج خلال عامي 1869 و 1870 م بما يقداره 100,000 – 102,000 قيراطًا سنويًا على التوالي. كما بلغ إنتاج جنوب أفريقيا من الماس في عام 1871 م نحو 269,000 قيراطًا، وفي عام 1872 م نحو 1,080,000 قيراطًا! ولم تكن هذه الكميات، بطبيعة الحال، من الرواسب الوديانية، حيث اكتشفت صخور الكمبرلايت التابعة للماس في عام 1869 م.وبحلول عام 1872 م تفوقت جنوب أفريقيا على البرازيل بما يقداره ثلاث مرات في إنتاجية الماس.

مناجم اخرى بالقرب من كمبرلي

advertisement

اكتشاف الماس في كوفيفنتين وجيرسفونتين

advertisement

تم اكتشاف الماس في منطقتي كوفيفنتين Cullinan وجيرسفونتين Jagersfontein اللتين تقعان على بعد 90 و 150 كيلومترًا (على التوالي) جنوب شرق كمبرلي Kimberley. وقد أسهمت المناجم سالفة الذكر، وبخاصة الموجودة بجوار كمبرلي، بما يقداره 95٪ من كميات الماس التي دخلت الأسواق العالمية (من ۲-۳ مليون قيراطًا سنويًا).

منجم بريمير: مصدر لأشهر الماسات العالمية

من المناجم الشهيرة في جنوب أفريقيا، والتي تظهر بها “الثاقبات” الأنبوبية الحاملة للصخور الكمبرلايت الغنية بالماس Kimberlite Pipes ، منجم بريمير Premier mine ، الذي اكتشفه توماس كلينان Thomas Cullinan ، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لشركة بريمير للتعدين الماس. يقع المنجم على بعد 500 كيلومتر شمال شرق كمبرلي ، وتبلغ المساحة السطحية التي يغطيها المنجم حوالى 32,2 هكتارًا. بدأ هذا المنجم في الإنتاج في مايو 1903 م.

منجم فنش: منجم ماسي ضخم

أحد المناجم المهمة في جنوب أفريقيا هو منجم فنش Finsch Mine ، الذي يقع على بعد ۱۶۰ كيلومتر جنوب غرب كمبرلي، والذي اكتشف فيه الماس في عام ۱۹۵۸ م. بلغ الإنتاج ذروته في هذا المنجم في عام ١۹۶۷ م حيث أُنْتِجَ ۲,۵۰۰,۰۰۰ قيراطًا من الماس الخالص.

منجم فنتيا: أكبر منجم ماسي في العالم

advertisement

وتعتبر مناجم فنتيا Venetia Mines من المناجم الشهيرة في إنتاج الماس في جنوب أفريقيا، ومن أكبر المناجم العالمية المعروفة في الوقت الراهن. ولقد تم اكتشافها في منتصف السبعينات، بعد نحو قرن تقريبًا من اكتشاف الماس في منطقة كمبرلي. ومن العجيب أن هذه المناجم قد اكتشفت من قبل بعض الجيولوجيين عندما كانوا يبحثون عن النحاس في الجزء الشمالي من جنوب أفريقيا، فاكتشفوا بالصدفة البحتة إثنا عشر ثاقبة للصخور الكمبرلايت الغنية بالماس، كان من بينها مناجم فنتيا، التي بدأت الإنتاج في عام 1991 م. ولقد بلغ إنتاج هذه المناجم في عام 1993 م نحو 4,000,000 قيراطًا من الماس.

إنتاج ناميبيا من الماس

أنتجت ناميبيا ما يقداره 500,000 قيراطًا في عام 1909 م، وفي عام 1913 م ارتفع الإنتاج ليصل إلى 2,000,000 قيراطًا. وفي الوقت الحالي فإن حوالى 56% من إجمالى إنتاج ناميبيا من الماس يستخرج من شريط ضيق (حوالى 130 كيلومتر) على ضفاف نهر أورانج Orange River.

تحتل ناميبيا المركز الثامن ضمن الدول المنتجة للماس. وقد بلغت قيمة ما أُنْتِجَ في عام 1995 م حوالى 1,300,000 قيراطًا. والخبراء يعتقدون بأن احتياطًا قدره 1.5 بليون قيراطًا من الماس يمكن استخراجه في غضون السنوات القليلة القادمة من بعض الطبقات المائية الممتدة بين كل من ناميبيا وجنوب أفريقيا. ويُنْظَر إلى هذه الطبقات على أنها أكبر مصدر للماس على مستوى العالم كله.

advertisement