advertisement

كيف دخل الهكسوس مصر؟

advertisement

الهكسوس هم شعب ذو أصول متعددة، ربما جاؤوا من غرب آسيا واستقروا في شرق الدلتا في مصر في الفترة الانتقالية الثانية. سيطروا على حكم مصر خلال الأسرة الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة، وأدخلوا بعض التكنولوجيا والثقافة الجديدة مثل عربات الخيول والأقواس المركبة وإله العواصف “حدد” . تم طردهم من مصر بواسطة الملك أحمس الأول، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، حوالي عام 1550 قبل الميلاد. لم يكن دخولهم مصر نتيجة غزو مفاجئ، بل نتيجة هجرة تدريجية بسبب الضغط الذي مثلته الشعوب الأجنبية على سوريا.

advertisement

اسباب دخول الهكسوس مصر

هناك عدة أسباب وظروف سهلت دخول الهكسوس إلى مصر، وقد ذكر بعض المؤرخين بعضها، وتشمل:

  1. عدم الاستقرار في نظام الري المصري، مما أدى إلى نشوء صراعات مستمرة بين الإشراف والأطراف المختلفة.
  2. فرض ضرائب باهظة على الشعب، مما أثار استياء الحكام وجعل الشعب يشعر بالاستغلال.
  3. تفشي الظلم والظروف السيئة في الأحزاب المختلفة.

advertisement

عندما دخل الهكسوس إلى مصر، أسسوا بلدة في المنطقة الساحلية تدعى “أواريس” أو “هوارة”، ولم يتم تحديد مكانها بالضبط حتى الآن. جعلوها مركزًا لحكمهم. وبعد انقراض الأسرة الثالثة عشرة، تولت الأسرة الرابعة عشرة حكم مصر، وكان ملوكها مصريين أيضًا، وكان مقر حكومتهم في مدينة “إكسويس” (سخا) الموجودة حاليًا في الجزء الساحلي، ولكن الهكسوس كانوا يمارسون السيطرة كما الوالة.تزداد نفوذ الهكسوس عامًا بعد عام حتى أصبحوا يسيطرون على جميع البلاد وجمعوا الجزية منها.وبعد انقضاء الأسرة الرابعة عشرة، استولوا على الحكم بشكل كامل، واعتبرت الأسرتان الخامسة عشرة والسادسة عشرة من بين الملوك الهكسوس في تاريخ مصر.

سيطرة الهكسوس

يجدر بالذكر أن الهكسوس كانوا في البداية ظالمين ومعتدين على المصريين، لكنهم تراجعوا عن ذلك فيما بعد واستوحوا بعض العادات المصرية، وقاموا ببناء العديد من المعابد والمباني، واعتمدوا إلهًا جديدًا يجمع بين إلههم الأصلي وأحد آلهة المصريين.

مع مرور الوقت، بدأت سلطة ملوك الهكسوس في التلاشي، وخلال الأسرة السابعة عشرة، انقسمت مصر إلى عدة ولايات صغيرة، وكانت “طيبة” أهمها. استغل أمراء طيبة هذه الفرصة وتمردوا على الهكسوس، واستمر المصريون في محاربتهم حتى طردهم من مصر، وبذلك تشكلت الأسرة الثامنة عشرة التي تعتبر بداية الدولة الحديثة في تاريخ مصر.

advertisement

advertisement

دخول الهكسوس إلى مصر وبقائهم لفترة طويلة كان له تأثير كبير على المصريين. فهم الذين أدخلوا الخيول إلى مصر وعلموا المصريين فنون الحرب وتشكيل الجيوش المدرعة. وعلى الرغم من المظالم التي تعرض لها المصريون، استفادوا من الهكسوس واكتسبوا العديد من المزايا.

توسيع سيطرة مصر على غيرها من البلدان بعد طرد الهكسوس

بعد طرد الهكسوس من مصر، توسعت سيطرة مصر على البلدان المجاورة بفضل الملك أحمس، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة. بدأ أحمس بغزو عاصمة الهكسوس في أواريس وطردهم منها، ثم قاد حملات عسكرية في منطقة شاروهين في جنوب غرب فلسطين. بعد ذلك، قاد حروبًا في مناطق الشام وبلاد النوبة.

في تلك الحروب، انتصر أحمس على الأمراء الوطنيين الذين حاولوا التنافس عليه في السلطة. تمتع أحمس بدعم أتباعه المخلصين مثل أمير “الكاب”، وباستيلاء على الحكم، استطاع أحمس توسيع سلطة مصر وممتلكاتها، ووصلت مكانة مصر إلى أقصى حدها خلال فترة حكم الأسرة الثامنة عشرة.

advertisement

من بعد أحمس، تولى العرش الملك أمنحتب الأول الذي قاد حملات عسكرية في مناطق الشام والنوبة. كانت هذه الفترة تتميز بنمو روح الحربية لدى المصريين وازدهارهم في الفترة العسكرية العظيمة. استفادت مصر من استقلال الملوك عن الأمراء وضعف نفوذهم في هذه الفترة.

علاوة على ذلك، ركز أمنحتب الأول على بناء المعابد والمباني، وأضاف الكثير إلى معبد الكرنك الذي بني في قرية الكرنك. كان الملكة حتشبسوت، ابنة أمنحتب الأول، تتمتع بالقوة العسكرية وحكمت مصر بشكل حصري، ولكنها أظهرت غرورًا وتيهًا خلال حكمها.

مع مرور الوقت، تلاشت سلطة الأسرة الثامنة عشرة، ودخلت مصر في فترة من الضعف والفتن الداخلية. ومع دخول الأسرة التاسعة عشرة، استعادت مصر بعض قوتها واستقرارها بفضل قادة أقوياء في تلك الأسرة. ولكن بعد فترة حكم رمسيس الثاني، بدأ الانحدار وضعف الدولة.

هكذا، توسعت سيطرة مصر على البلدان المحيطة بعد طرد الهكسوس، وتمتعت بفترة من الازدهار العسكري والسياسي، لكنها فيما بعد شهدت تراجعًا وضعفًا.

advertisement