advertisement

الماس في الهند

advertisement

بدأت علاقة الإنسان بالماس منذ أكثر من عشرين قرنا من الزمان. وأول دولة كانت لها دور السبق والريادة في استخراج الماس من أديم الأرض هي الهند، التي ظلت متفردة بالمضمار حتى باكورة القرن الثامن عشر الميلادي، حيث بدأت مواقع استخراج الماس تلوح في الأفق في العديد من الأقطار، حتى وصل عدد الدول في وقتنا الحاضر قرابة خمس وعشرين دولة. ولقد أدت بعض الاكتشافات الكبيرة إلى تغيير جذري وفعال في النظرة الاقتصادية لصناعة الماس.

advertisement

الهند: مهد الماس

الهند أول دولة قامت باستخراج وتعدين الماس دون منازع. ويعتقد بأن الماس عرف في الهند خلال القرن الرابع قبل الميلاد. ولقد أتحفت الهند العالم بالماسات ذات المكانة المرموقة مثل: ماسة “جبل النور” Koh-i-Noor ، وماسة “المغول الكبرى” Great Mogul وماسة “الأمل” Hope وغيرها. وعلى الرغم من أن سلطنة بروناي تعد الدولة الثانية من الناحية التاريخية في علاقة الإنسان بالماس، حيث عرف الماس في القرن السادس الميلادي، إلا أن محدودية ما تم استخراجه من هذه السلطنة أبقت الهند متربعة على عرش الماس حتى عام ١٧٣٠ م، وهو العام الذي اكتشف فيه الماس في البرازيل. وطيلة هذه القرون تم اكتشاف الماس في خمس مناطق في الهند، أشهرها مناجم جولكوندا.

مناجم جولكوندا: مدينة الماس

advertisement

تمثل مناجم جولكوندا أنقاض مدينة تقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة حيدر أباد الحالية، وقد كانت هذه المدينة مركزًا مهمًا في تاريخ الماس في سالف الأيام. ومن هذه المدينة خرجت بعض الماسات التاريخية التي زيَّنت تيجان الملوك والسلاطين، كما أصبحت جزءًا من التراث الثقافي للشعوب. ومن أبرز هذه الماسات:

  • ماسة  Koh-i-Noor ، والتي تعني “جبل الضوء” بالفارسية، وهي واحدة من أكبر وأشهر الماسات في التاريخ. وقد كانت تزن ١٨٦ قيراطًا قبل أن تُقطَّع إلى ١٠٨,٩ قيراطًا في عام ١٨٥٢ م. وتُعَد هذه الماسة جزءًا من تاج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية.
  • ماسة “المغول الكبرى” Great Mogul ، والتي سُمِّيَت على اسم شاه جهان Shah Jahan ، إمبراطور المغول، الذي كان يحب الماس. وقد كانت هذه الماسة تزن ٧٩٠ قيراطًا قبل أن تُقطَّع إلى ۲۸۰ قيراطًا في عام ۱۶۵۰ م. ولكن لسوء الحظ، فقد ضاعت هذه الماسة النادرة في التاريخ، ولم يعرف مصيرها.
  • ماسة “الأمل” Hope ، والتي تعرف بلونها الأزرق الفاتح، وهي واحدة من أشهر الماسات في العالم. وقد كانت تزن ۱۱۲ قيراطًا قبل أن تُقطَّع إلى ۴۵,۵۲ قيراطًا في عام ۱۸۲۴ م. وتُحيط بهذه الماسة العديد من الأساطير والقصص، ومنها أنها تجلب النحس لمن يمتلكها. وتُعرض هذه الماسة حاليًا في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن.

advertisement

انخفاض إنتاجية الماس في الهند

ومن الأمور البديهية أن تتباين كميات الماس التي تم استخراجها في الهند طيلة هذه القرون الطويلة. ويُعتقد بأن أقصى إنتاجية للماس في الهند كانت في نحو عام ١٦٠٠ م، حيث وصل الإنتاج إلى حوالى ١٠٠,٠٠٠ قيراطًا. وبالطبع فإن هذه الكمية لم تستخدم جميعها في صناعة الأحجار الكريمة، لأن الأنواع رديئة الجودة تدخل في بعض الأغراض الصناعية.

advertisement

ويعتقد المؤرخون أن ضعف إنتاجية الماس خلال الفترة الهندية مردود إلى وحدوية الدولة التي تقوم بالاستغلال. كما يعتقدون أيضًا أن ضعف الإنتاج ومحدودية الأصناف التي تستخدم كأحجار كريمة كان سببًا رئيسيًا في أن أوروبا لم تستقبل طيلة هذه الفترة سوى الماسات الكبيرة فقط.

ويُقدَّر إجمالي ما تم استخراجه من الماس من مناجم الهند، وبخاصة الأصناف التي استخدمت كأحجار كريمة، منذ العصور القديمة البائدة وحتى الوقت الحاضر بحوالى ۲۱ مليون قيراط، بمعدل مقداره ۱۰,۰۰۰ قيراط في العام. وباكتشاف الماس في البرازيل فقدت الهند عرشها الذي تربعت عليه طيلة قرون عديدة. وحلول عام ١٧٥۰ م لم يكن إنتاج الماس على المستوى الذي يسمح له بالدخول في منافسة مع الإكتشافات الجديدة، باستثناء بعض الماسات الكبيرة مثل: ماسة “النظام” Nizam ، والتي تمَّ اكتشافُه

باستثناء بعض الماسات الكبيرة مثل: ماسة “نزام” Nizam ، والتي تمَّ اكتشافُها في عام ١٨٣٥ م، وكانت تزن ٣٤٠ قيراطًا. وهذه الماسة تعود لأسرة  Nizam ، التي كانت تحكم إمارة حيدر أباد Hyderabad في الهند. وقد أهداها النظام السابع Nizam VII ، آخر حاكم للإمارة، إلى الملك جورج الخامس George V في عام ۱۹۱۱ م، بمناسبة تنصيبه ملكًا للهند. وتُعرض هذه الماسة حاليًا في متحف المجوهرات الوطني National Museum of Jewellery في لندن.

advertisement