advertisement

المملكة العربية السعودية في الحرب العالمية الثانية

advertisement

الحرب العالمية الثانية هي أكبر صراع عسكري في التاريخ، شارك فيها أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 دولة، وانتهت بانتصار الحلفاء على قوى المحور في عام 1945. هذه الحرب لم تقتصر على أوروبا وآسيا فقط، بل امتدت إلى مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية.

advertisement

السعودية تتبع سياسة الحياد في الحرب

المملكة العربية السعودية كانت في ذلك الوقت مملكة شابة، تأسست في عام 1932 بجهود الملك عبد العزيز آل سعود. هذه المملكة كانت تسعى إلى تحقيق استقلالها وسيادتها في ظل التدخلات والطموحات الإستعمارية للدول الأوروبية في المنطقة. لذلك، اتخذت موقفا حياديا في الحرب العالمية الثانية، وأعلنت عدم تحالفها مع أي طرف.أعلن الملك عبد العزيز باسم مملكته سياسة الحياد في الحرب، ولكنه كان يميل إلى بريطانيا، التي كانت تمثل شريكاً تجارياً ودينياً للسعودية. فالسعودية كانت تتاجر مع الهند البريطانية، والحجاج كانوا في غالبيتهم من بلدان إسلامية تابعة لبريطانيا. كما كان النقد السعودي مرتبط بالجنيه الإسترليني.ولم تشهد أرض المملكة أية معارك خلال الحرب، لكن اقتصادها تضرر بشدة بسبب استنفار القوات وغياب الرجال عن زراعة المحاصيل. كما انخفض عدد الحجاج بشكل كبير، مما أثر على دخل المملكة من هذا المصدر. وأصابت الموازنة عجزاً هائلاً.

اكتشاف النفط وتأثيره في الحرب

advertisement

كان اكتشاف النفط في المملكة في عام ١٩٣٨ حدثاً مهماً للملك عبد العزيز بن سعود، الذي رفع بلاده من مستوى المجتمعات القبلية إلى مستوى الدول النامية. وقد منح الملك شركة سوكال الأميركية امتيازاً للاستثمار في حقول النفط، وأسس شركة أرامكو بالتعاون مع شركات أخرى. وقد بدأت عملية إنتاج وتصدير النفط بشكل تجاري في عام ١٩٣٩.ولكن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تأثرت صادرات النفط من المملكة بسبب قيود فرضتها بريطانيا، التي كانت تسيطر على مضيق هرمز، وبسبب إغلاق أسواق أوروبا. وقد توقف استخراج النفط في بداية الحرب، ولم يستأنف حتى عام ١٩٤٣، حيث زاد الطلب على النفط من قبل جيوش الحلفاء في المحيط الهادئ والبحر المتوسط.

advertisement

وبعد نهاية الحرب، شهدت صناعة النفط في المملكة تطوراً هائلاً، حيث اكتشفت شركة أرامكو أربعة حقول نفطية ضخمة في منطقة الدمام، إضافة إلى حقول أخرى في منطقة السفانية. وقد افترض الخبراء أن هناك مستودعات جديدة من النفط في طبقات جيولوجية فريدة في المملكة.ولأجل تسويق هذه الموارد، قامت شركات نفط أميركية أخرى بالانضمام إلى أرامكو، مثل ستاندارد أويل أوف نيوجيرسي وموبيل أويل. وقامت هذه الشركات بإنشاء شركة تابلاين لبناء خط أنابيب ينقل النفط من السعودية إلى البحر المتوسط. وقد تخلت أرامكو عن حقوق الامتياز في المنطقة المحايدة بين الكويت والسعودية، مقابل الحصول على الجرف القاري في الإحساء.

التحالف مع أميركا

إزاء التأثير البريطاني في المنطقة، قلقت أميركا، التي كانت تهتم بالإحتياطات النفطية في السعودية. وقد أرسل الرئيس روزفلت ممثلين عنه للتواصل مع الملك عبد العزيز وولي العهد الأمير سعود. وقد قرر روزفلت تقديم مساعدة مالية للمملكة بموجب برنامج الإعارة والتأجير، مؤكداً أهمية الدفاع عن السعودية كجزء من الدفاع عن أميركا.كما عينت أميركا قائماً بالأعمال في جدة، وأرسلت بعثة عسكرية لتدريب الجيش السعودي. واتفقت مع المملكة على بناء مطارات حربية في الظهران والدوكة. وبهذه الخطوات، بدأت أميركا تحل محل بريطانيا كحليف رئيسي للسعودية.

advertisement

لقاء تاريخي بين روزفلت وعبد العزيز

كان أول لقاء بين قادة السعودية وأميركا لقاء تاريخياً بين الملك عبد العزيز بن سعود والرئيس فرانكلين روزفلت في قناة السويس في ١٤ شباط (فبراير) ١٩٤٥. وقد أبدى روزفلت اهتماماً كبيراً بلقاء الملك، مما يدل على أهمية موقع السعودية في الشرق الأوسط. وقد ذهب الملك برفقة حاشيته على متن البارجة المورفي، وكان روزفلت في انتظاره على متن الطراد كوينسي.

وقد ناقش الزعيمان عدة قضايا مهمة، منها مشروع إسكان اليهود في فلسطين، والذي رفضه الملك بشدة. وقد أكد الملك على حرية استخدام الموانئ السعودية للسفن الأميركية والبريطانية، ووافق على إنشاء قاعدة جوية في الظهران. كما تعهد بإعلان الحرب على دول المحور مقابل حصوله على سلاح خفيف. وطلب الملك من روزفلت الإعتراف باستقلال مملكته، وبذلك حاول حفظ سيادته من تدخلات بريطانيا. ووافق الملك على بناء خط أنابيب للنفط يربط منطقة الإحساء بالبحر المتوسط.

advertisement