advertisement

اشهر الألماس في العالم

advertisement

الماس هو من أثمن الأحجار الكريمة التي تزين التيجان والخواتم والقلادات، ولكن بعض الماسات تتميز بخصائص فريدة تجعلها تاريخية وعالمية. هذه الماسات تتفوق على غيرها في الوزن واللون والشكل والقصة، وتحمل معها أسراراً وأساطيراً تثير الفضول والإعجاب. في هذا المقال، سنتعرف على بعض من أشهر الماسات العالمية التي خطفت الأنظار عبر التاريخ.

advertisement

1- ماسة الأمل الزرقاء

هذه الماسة هي ربما أشهر ماسة في العالم، فهي زرقاء اللون وتزن نحو 45.52 قيراطاً، وتحيط بها ماسات صغيرة شفافة. يقال إن هذه الماسة هي أجمل ما رأت عيون البشر من مجوهرات وتحف وأحجار كريمة على مستوى العالم كله في البهاء والروعة والجمال.

تعود أصول هذه الماسة إلى الهند، حيث عثر عليها ضمن الرواسب الصخرية في منطقة كولور Kollur ، وكانت تزن في بادئ الأمر 112 قيراطاً. ثم نقلت إلى فرنسا حيث دخلت ضمن مقتنيات التاج الفرنسي. لكن هذه الماسة لا تخلو من الغموض والدماء، فقد رافقتها قصص عن لعنة تلاحق كل من يحوزها أو يسرقها. فقيل إن بحاراً فرنسياً سرقها من أحد المعابد الهندوسية متخفياً بزي راهب، ثم قُتِلَ بفعل نمر في الهند.

advertisement

بعد ذلك، اشترى هذه الماسة خبير جواهر فرنسي اسمه تافيرنير Tavernier في عام 1668م، ثم أهداها إلى الملك لويس الرابع عشر Louis XIV ملك فرنسا. خلال الثورة الفرنسية، سُرِقَت الماسة من قصر فرساي Versailles ، وفُقِدَت لفترة طويلة. ثم ظهرت في لندن، حيث قُطِعَت لتصبح على شكل قلب، وبُيِعَت لأكثر من مشترٍ حتى اشتراها هاري وينستون Harry Winston ، وهو أحد أشهر تجار الماس في العالم، في عام 1949م. وفي عام 1958م، تبرع بها إلى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن، حيث ما زالت معروضة حتى الآن.

2- ماسة السلطان

هذه الماسة تُعرف أيضاً باسم ماسة بيت Pitt ، وهي ماسة شفافة مشربة بزرقة خفيفة. لا يُعرف على وجه الدقة وزنها الأصلي، لكنها تزن حالياً 140.5 قيراطاً. تم العثور على هذه الماسة في عام 1710م في منجم بارتول Paritala ، الذي يقع على نهر كرشنا Krishna River في الهند. بعد ذلك، بُيِعَت إلى توماس بيت Thomas Pitt ، وهو حاكم مدراس Madras آنذاك، بمبلغ قدره 100 ألف دولار. ابن توماس بت بدوره باعها في إنجلترا إلى جوزيف كوب Joseph Cope ، حيث تم تقطيعها لتصغير حجمها وزيادة بريقها.

في عام 1717م، اشترى هذه الماسة دوق أورليان Philippe d’Orléans ، وهو رئيس مجلس الوصاية للملك لويس الخامس عشر Louis XV ، بحوالي 135 ألف دولار. وكان هذا الثمن هو أعلى سعر يُدفَع في جوهرة في ذلك الوقت. في عام 1722م، دخلت الماسة ضمن تاج لويس الخامس عشر، وبقيت كذلك حتى عام 1792م، حيث سُرِقَت خلال الثورة الفرنسية. لكنها عادت إلى التاج الفرنسي في عام 1801م، وأصبحت جزءاً من سيف نابليون Bonaparte Napoleon ، والذي صُنِعَ خصيصاً لحفل تتويجه كإمبراطور في عام 1804م.

advertisement

بعد سقوط نابليون، أُزيلَت الماسة من سيفه وأُعادَت إلى التاج الفرنسي. وفي عام 1887م، قُرِرَ بيع جزء من مجوهرات التاج في مزاد علني. فشارك في المزاد خبير جواهر فرنسي اسمه فرانسوا بير كارتير François Bérenger Cartier ، والذي اشترى الماسة بحوالي 125 ألف دولار. ثم باعها في عام 1986م إلى مجموعة من التجار الأوروبيين، الذين باعوها بدورهم إلى متحف اللوفر Louvre في باريس، حيث ما زالت محفوظة حتى الآن.

3- ماسة سانسي The Sancy

هذه الماسة على شكل لؤلؤة، ذات لون أصفر فاتح، تزن حوالي 55.23 قيراط، ولها تاريخ عجيب ومثير. أصل هذه الماسة من الهند، لكن لا يعرف بالضبط من أي مكان فيها. وصلت هذه الماسة إلى الفرنسي نيكولاس سانسي، الذي كان يحب جمع الماسات، وعاش في الفترة بين 1546 و1627 ميلادية. في عام 1589 ميلادية، رهن سانسي بعض ماساته لدى الملك الفرنسي هنري الثالث، لدعم صديقه هنري الرابع، وكانت ماسة سانسي من بينها. في عام 1595 ميلادية، اضطر سانسي إلى بيع الماسة إلى أحد المواطنين الإنجليز، ثم اشتراها دوق إبرينون في عام 1657 ميلادية، وباعها إلى كاردينال مازارين، رئيس الوزراء الفرنسي الشهير. أهدى مازارين الماسة، مع غيرها من مجوهراته، إلى التاج الفرنسي.

في أثناء الثورة الفرنسية، تم بيع بعض المجوهرات والماسات للحصول على الأموال اللازمة لدعم القوات المسلحة. وقيل أن من بين ما بُيعت ماسة تزن 55 قيراطًا وثلاثة أرباع قيراط. ومن المحتمل أن تكون هذه الماسة هي ماسة سانسي. بُيعت هذه الماسة في مدينة أسبانية، ثم اشترتها الملكة ماريا لويسا، زوجة شارلز الرابع، الذي حكم في الفترة من 1788 إلى 1808 ميلادية. ثم اشترى الماسة مانويل جودوى، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للوزراء.

advertisement

في عام 1828 ميلادية، اشترى الماسة الأمير نيكولاس ديميدوف، ثم وصلت إلى يد ابنه باول. وبعد وفاة باول، كانت الماسة من نصيب زوجته. في عام 1867 ميلادية، اشترى الماسة سير جامستيجى، الذي باعها في عام 1889 ميلادية إلى لويسيان فاليز. ثم اشتراها وليام والدورف في عام 1906 ميلادية. في عام 1978 ميلادية، بُيعت الماسة إلى البنك المركزي الفرنسي بحوالي مليون دولار. وفي الوقت الحاضر، توجد الماسة في متحف اللوفر، مع سابقتها ماسة السلطان.

4- ماسة تيفاني

هذه الماسة هي ماسة صفراء ثمانية الأوجه، تزن 287.42 قيراطاً. تم العثور عليها في عام 1877 أو 1878م في جنوب أفريقيا في مناجم كمبرلي Kimberley Mines . ثم وصلت الماسة إلى فرنسا، حيث قام خبير الماس الأمريكي جورج كونز George Frederick Kunz ، والذي كان يعمل في شركة تيفاني Tiffany & Co. بتقطيعها إلى 90 سطحاً، لتصبح وزنها 128.54 قيراطاً.

وقيل إن أسطح الماسة قبل القطع كان عددها 58 سطحاً. وقد قامت شركة تيفاني بشراء الماسة في عام 1879م في نيويورك. وفي عام 1893م، عُرِضَت الماسة في المعرض العالمي World’s Columbian Exposition في شيكاغو Chicago ، حيث أدهشت الزائرين ببريقها وجمالها. وفي عام 1919م، صُنِعَ خاتم خطوبة من الماسة لإحدى حفيدات تشارلز تيفاني Charles Tiffany ، مؤسس شركة تيفاني. لكن هذا الخاتم لم يُستخدَم أبداً، وظل في حوزة شركة تيفاني.

5- ماسة كوه-إ-نور (جبل النور) The Koh-i-Noor

advertisement

هذه الماسة رائعة ولها تاريخ طويل، وحولها العديد من الأساطير والروايات. تم وزنها في عام 1304 ميلادية، وكانت تعادل 600 قيراط. أصل هذه الماسة من الهند. وصلت هذه الماسة في عام 1526 ميلادية إلى يد سلطان دلهى السلطان إبراهيم لودى، وأصبح اسمها ماسة بابر Babur’s Diamond. في عام 1739 ميلادية، قام نادر شاه بغزو الهند، التي كان يحكمها محمد شاه، وكانت ماسة جبل النور في حوزته. حينما أراد محمد شاه الفرار، قام باخفاء الماسة في عمامته. لكن هذا السر وصل إلى أسماع نادر شاه، حيث خانت به الزوجة الأولى لمحمد شاه. فأمر نادر شاه محمد شاه بخلع عمامته، ووجد فيها الماسة الشهيرة.

advertisement

إبان حرب السيخ الثانية في عام 1849 ميلادية، قام الإنجليز بسرقة كوه-إ-نور، وكان وزنها حينئذٍ 186 قيراطًا. ثم أحضروها إلى الملكة فكتوريا، التي أوكلت بها خبراء المجوهرات الهولنديين لتغيير شكلها من الطراز الهندي إلى الشكل البيضاوي. فأصبح وزن الماسة بعد إجراء هذه العملية 108.93 قيراط. وفي الوقت الحاضر، يتوج تاج الملكة الأم بماسة جبل النور أو كوه-إ-نور.

6- ماسة أورلوف The Orlov

هذه الماسة ذات لون أخضر مزرق، تزن حوالي 189.6 قيراط، وسميت باسم جيريجوري أورلوف، الذي كان عشيقًا للإمبراطورة الروسية كاترين الثانية. أصل هذه الماسة من الهند، حيث اكتشفها أحد المغول في رواسب كولور Colur في منتصف القرن السابع عشر الميلادي، وكان وزنها حينئذٍ 787 قيراط. في الفترة بين 1618 و1707 ميلادية، عهد حاكم المغول أورانجزب Aurangzeb إلى الإيطالي هورتنسيو بورجيو Hortensio Borgio بتقطيع وتلميع الماسة. وبعد سقوط دولة المغول على يد الإيرانيين، فقدت الماسة أثرها، حتى ظهرت في أمستردام في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.

في عام 1774 ميلادية، اشترى جيريجوري أورلوف الماسة من تاجر يهودي بمبلغ 400 ألف روبل، ثم قدمها هدية لكاترين الثانية، التي كان قد انفصل عنها قبل ذلك بأربع سنوات. كان يأمل أورلوف أن تقبل به مجددًا، لكن كاترين رفضت ذلك، وأعطته بدلاً من ذلك لقبًا نبيلًا وأرضًا. كاترين ثبتت الماسة في تاج إمبراطورية روسيا، حيث ما زالت حتى الآن.

7- ماسات كولينان The Cullinans

في عام 1903 ميلادية، افتتح توماس كولينان Thomas Cullinan منجمًا للماس في كمبرلاي Kimberley في جنوب أفريقيا. لم يكن عمق المنجم يزيد على تسعة أمتار في بداية التشغيل، إلى أن نما إلى 18 مترًا. في 25 يناير 1905 ميلادية، اكتشف أحد عمال المنجم عرقًا من الماس يبرق في ضوء الشمس. كان هذا العرق هو أكبر قطعة ماس في التاريخ، وزنه 3106 قيراط. وضع هذا العرق في البنك المركزي في جوهانسبرج، ثم نقل بعد ذلك إلى لندن، حيث كان الملك إدوارد السابع ينتظره بفارغ الصبر. في لندن، تم تقطيع العرق إلى تسع ماسات، تعرف باسم ماسات كولينان:

  • 530.20 قيراط، على شكل لؤلؤة.
  • 317.40 قيراط، على شكل وساند.
  • 94.40 قيراط، على شكل لؤلؤة.
  • 63.60 قيراط، على شكل وساند.
  • 18.80 قيراط، على شكل وساند.
  • 11.50 قيراط، على شكل مركيزية أميرية.
  • 8.80 قيراط، على شكل مركيزية أميرية.
  • 6.80 قيراط، على شكل مستطيلة.
  • 4.80 قيراط، على شكل لؤلؤة.

تسمى ماسة كولينان رقم (1) أيضًا بنجمة أفريقيا الكبيرة The Great Star of Africa ، وهي أكبر ماسة شفافة في العالم. تم تثبيت هذه الماسة في عصا الإمبراطورية البريطانية، التي تستخدم في تتويج الملوك.كما تسمى ماسة كولينان رقم (2) بنجمة أفريقيا الصغرى The Lesser Star of Africa ، وتوجد هذه الماسة في تاج الإمبراطورية البريطانية.أما الماسات الأخرى، فلا يعرف بالتحديد مصيرها، ولكن يُعتقد أن الملك إدوارد السابع أهدى بعضها إلى الملكة ألكسندرا، وبعضها إلى أفراد من العائلة المالكة.

8- ماسة صانع الملاعق Spoon Maker’s Diamond

ظلت اسطنبول مركزًا مهمًا للتجارة لمدة ستة قرون، وخاصة تجارة الماسات القادمة من الهند. والشيء المثير للدهشة أنه على الرغم من قوة وثراء الإمبراطورية العثمانية، إلا أنه لا توجد في تركيا في الوقت الحالي سوى ماسة واحدة يمكن اعتبارها عالمية. توجد هذه الماسة في أحد المتاحف التركية، وزنها 86 قيراط.

وقصة هذه الماسة أيضًا غاية في العجب. فقد عثر عليها صياد أسماك في سلة مهملات، وقام ببيعها إلى صانع فضيات، كانت مهنته صناعة الملاعق. وكان ثمن الماسة ثلاث ملاعق من الفضة! بعد ذلك باع صانع الفضيات الماسة إلى أحد خبراء الذهب والمجوهرات، ثم اشتراها أحد التجار الأثرياء، الذي كان يرغب في تزيين قصره بها. لكن هذا التاجر لم يستمتع بالماسة طويلًا، فقد اندلعت حرب بين الأتراك والروس، وتم نهب قصره من قبل الجنود الروس. وفي أثناء النهب، لفت انتباه أحد الضباط الروس الماسة البراقة، فأخذها وأخفاها في جيبه. ثم عاد إلى روسيا، حيث باع الماسة لأحد الأمراء الروس، الذي قدمها هدية للإمبراطورة كاترين الثانية. كاترين كانت تحب الماسات كثيرًا، فأضافت الماسة إلى مجموعتها الثمينة.

في عام 1798 ميلادية، توفيت كاترين الثانية، وورث عنها ابنها باول الأول. لكن باول لم يكن يحظى بشعبية بين شعبه وجيشه، فقاموا بالتآمر عليه واغتالوه في عام 1801 ميلادية. وفي ليلة اغتياله، تم سرقة بعض مجوهراته من قصره، بما في ذلك ماسة صانع الملاعق. لم يُعرف من هو السارق أو أين ذهب بالماسة. وظلت الماسة مفقودة لأكثر من قرن من الزمان.

في عام 1910 ميلادية، ظهرت الماسة مجددًا في أحد مزادات لندن، حيث اشتراها تاجر يوناني يدعى ألكسندروس سافروس Alexandros Safras. سافروس كان يحب تركيا كثيرًا، فقام بالتبرع بالماسة إلى حكومة تركيا، التي قبلت بهذه الهدية بامتنان. وفي عام 1914 ميلادية، تم عرض الماسة في متحف توبر كابى Topkapi في اسطنبول، حيث ما زالت حتى الآن. ولقد سُمِّيَت الماسة باسم صانع الملاعق نسبة إلى صانع الفضيات الذي باعها بثلاث ملاعق من الفضة!

9- ماسة القرن

ماسة القرن، المعروفة أيضًا بلقب “The Centenary Diamond”، نشأت من إحدى المناجم البارزة في إنتاج الماسات الضخمة، وهي منجم Premier Mine الذي تم ذكره في قائمة المناجم الجنوب الأفريقية المهمة في تاريخ استخراج الماسات. تاريخ هذه الماسة الجميلة يعود إلى يوم 17 يوليو 1986، عندما تم اكتشافها.

في عام 1988، وبينما كانت شركة دي بيرز الشهيرة تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسها وتدشينها، قام رئيسها جوليان تومسون بإطلاق لقب “ماسة القرن” على هذه الماسة الفريدة. بعد ذلك، قامت الشركة بتكليف حفيد مارسيل تولكوسكي، الذي يُعد واحدًا من أكبر خبراء الماسات في القرن العشرين، بتهذيب الماسة بشكل يتوافق مع تطورات العصر وتكنولوجيا التصفيح.

استغرق بناء مكان خاص في جوهانسبرج ما يقرب من عام لتجهيز الماسة وتهذيبها وتلميعها بأدق التفاصيل. وبفضل جهود مارسيل تولكوسكي الحفيد، تم تنقيح الماسة لتصبح لها وزن صافي يبلغ 273.85 قيراطًا، مع 247 وجهًا براقًا يتلألأون بأنوار الجمال. إن ماسة القرن تعتبر بالفعل تحفة فنية رائعة تتألق بين أحجار الكريم وتميزت بمكانة استثنائية في عالم المجوهرات.

advertisement